لقد من الله سبحانه وتعالى على شيخنا , فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد ، عضو هيئة كبار العلماء ؛ بخصال وفضائل جمة ؛ تتمثل في طيب نفسه , وحسن أدبه وجميل سجاياه , ورؤيته العميقة في المسائل العلمية والعملية , فكان نموذجاً للعالم الرباني الذي يربي طلابه بصغار العلم قبل كباره , ومن حضر دروسه بالمسجد الحرام , ومجالسه العلمية يلمس ذلك , وكان نموذجا للعالم والفقيه المعاصر الملم بالأحكام الشرعية , والنوازل العصرية , ولا أدل على ذلك من رؤيته وتقريراته العلمية في كتابه (رفع الحرج في الشريعة الاسلامية).

 

وقد تشرفت بزيارة شيخنا صباح يوم الثلاثاء 4/ 5/ 1433هـ بداره العامره بحي العزيزية بمكة , برفقة كل من فضيلة الشيخ الدكتور سعود الفنيسان , والأستاذ حسن الفضلي , والعقيد مشعل المغربي , وكان لقاء جميلا استقبلنا فيه الشيخ بابتسامة و بشاشة وصدر رحب ؛ مما ينم على دماثة خلقه وتواضعه على حد قول الشاعر :

أحــادث ضـيفي قــبل انـزال رحـلـه         ويخصب عندي والمكان جديب

وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى        ولكنما وجــه الكريم خـصيــب

وقد طرح بالمجلس بعض المسائل العلمية كان من أبرزها الحديث عن الأوقاف الخيرية لكونها رافدا من روافد التنمية والاقتصاد في المجتمع الاسلامي والحاجة الماسة للعناية والاهتمام بها , من ناحية الابداع والتجديد والتخطيط والتطوير .

وقد كان شيخنا الدكتور صالح بن حميد مهتما وحريصا على تفعيل الوقف الاسلامي , وتمنى لو انشئت هيئة خاصة تعتني بجميع الأوقاف الخيرية بمكة والمدينة خاصة .

وسألته عن آخر انتاجه العلمي والمعرفي فذكر لي بأنه قد فرغ من كتاب ( تاريخ أمة في سير الأئمة ) يقع في خمسة أجزاء , ذكر فيه من تولى الامامة بالمسجد الحرام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر , وكتاب آخر لم يزل مخطوطا ذكر فيه المؤذنون بالمسجد الحرام , وكتاب ( فقه النوازل ) وهو عبارة عن موسوعة شاملة للنوازل الفقهية مرتبة على أبواب و كتب الفقه .

وشيخنا الجليل يعد من الفقهاء المجتهدين في هذا العصر , فعلى رغم أعباءه الإدارية لم ينقطع عن امامة الحرم والخطابة فيه , وعن دروسه العلمية بالرواق العثماني ,ومحاضراته الدعوية والتي من آخرها(الحكمة في الدعوة) والتي ألقاها مؤخراً بالجامعة الإسلامية ؛وكذلك لقاءاته مع طلبة العلم والمحبين له سواء عند قدومه لمكة أو بداره  بالرياض , حيث يستقبل بين العشائين كل يوم أحد أهل العلم والفضل ومن يرتاده من طلبة العلم والدعاة الى الله تعالى , يشفع لهذا . وينصح لذاك , ويوجه الآخر , وهذا دأبه كما عرفناه لم تغيره المناصب العليا , ابان ترأسه لشؤون الحرمين الشريفين , ومجلس الشورى ومجلس القضاء الأعلى , وسجل شيخنا حافل بالمنجزات العلمية والخيرية فهو حريص على بناء المساجد والإشراف عليها ودعمها داخل مكة وخارجها , فلا غرو أن تجتمع قلوب الناس على اختلاف فئاتهم ومستوياتهم العلمية والفكرية على محبته ومودته , لأن الله عز وجل إذا أحب عبدا من عباده جعل له المحبه والقبول في الأرض . وأخيرا أهنئ شيخنا معالي الشيخ صالح بن حميد على الثقة الملكية بتعينه مستشاراً بالديوان الملكي بمرتبة وزير , وأسأل الله عز وجل أن يعين شيخنا على أعباء هذه المهمة وأن يوفقه في ذلك وأن ينفع بعلمه وجهوده الدعوية والخيرية الإسلام والمسلمين .

8,049 total views, 2 views today


Shares