رحاب مكة

نعيش هذه الأيام فرحة غامرة بمناسبة قدوم (عيد الفطر المبارك)

أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات..
وقد سمي العيد بذلك ؛ لأن الله تعالى يعود فيه بالإحسان على عباده إثر أدائهم لطاعته بالصيام والحج ،

وتفاؤلاً بعودته مرة أخرى:

عيد بأية حال عدت يا عيد * بما مضى أم لأمر فيك تجديد

*أعياد المسلمين:
إن الأعياد التي شرعها الله عز وجل عيدان حوليان فقط لا ثالث لهما الفطر والأضحى لما ثبت في السنن من حديث أنس رضي الله عنه قال:(قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال:ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب في الجاهلية ؛ فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكما بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر ).
وإن أول فرحة للمسلمين بهذين العيدين كانت في السنة الثانية من الهجرة النبوية:

عيدان عند أولي النهى لا ثالث * لهما لمن يبغي السلامة في غد
الفطر والأضحـى وكــل زيـادة * فيها خروج عن سبيل محمد

ويتخلل هذين العيدين عيد أسبوعي وهو يوم الجمعة لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن هذا يوم جعله الله عيداً للمسلمين).
فالعيد موسم من مواسم العبادة والفرح والتقرب الى الله عز وجل بصلة الرحم والأقارب وتهنئة الآخرين وادخال السرور عليهم .

 

* الدعوة في العيدين:
فالدعوة لله تعالى طريق الرسل وأتباعهم لقوله عز وجل (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن إ تبعني) فبين سبحانه وتعالى أن أتباع الرسل هم الدعاة إلى الله وهم أهل البصائر ؛ والعيد فرصة للدعوة إلى الله عز وجل ؛ كما هو فرصة لإظهار الفرح والسرور وذلك بأمور منها:
– منبر الدعوة في العيدين ؛ وأقصد به خطبة العيد فينبغي على الخطباء والدعاة أن يستغلوا خطب العيد بالنصح والتذكير فهي باب واسع للدعوة.
-استغلال اللقاءات الأسرية في العيد بالنصح والإرشاد و الدعوة الى الله عز وجل :

ادع إلى الله في سر و في علن * و حدثونا بأخبار لها سند

– تقديم الهدايا من الكتب و الأشرطة و الاسطوانات مع هدايا العيد للأقارب و ذلك لأن النفوس متقبلة لأخذها.
– عدم إغفال الدعوة في الأماكن العامة كالحدائق و الشواطئ و المنتزهات ولو لم يكن من ذلك إلا إقامة الصلاة فإن ذلك دعوة للأخرين لإجابة داعي الله .
– كتابة عبارات دعوية في بطاقات و رسائل المعايدة تحمل في مضمونها النصح و التهنئة .
– توعية الحجاج وإرشادهم بأحكام الحج و المساهمة في توزيع المصاحف والكتب المفيدة .
– الإحسان إلى الحجاج بالمعاملة الحسنة لكي ينقلوا صورة طيبة الذكر عن الدعاة في بلادنا المباركة .
* المرأة والعيد:
أوصي المرأة في العيد بأن تتقي ربها عز وجل ، وأن تحافظ على فرضها ، وأن تطيع زوجها ، وأن تحرص على الخروج لصلاة العيد مرتدية حجابها الشرعي إنفاذا لأمر ربها الذي أمرها بالحجاب والتستر و العفاف :

حجاب الشرع مطهرة و فخر * و صاب في حلوق القادحينا

و أوصي المرأة في العيد بعدم مزاحمة الرجال اثناء انصرافهم من الصلاة ، وأن تجتنب مس الطيب أثناء خروجها ، وأوصيها كذلك باجتناب الغيبة والنميمة ، والمحافظة على أبنائها في العيد وعدم إهمالهم ،و أوصيها أيضا أن تحذر من الانشغال في العيد بإعداد الطعام و أنواع الحلوى عن أداء الفريضة في وقتها ، و أوصي المرأة في العيد بعدم التوسع في المباحات من ملبس ومشرب .

 

* ماذا بعد العيد :
إن من علامات قبول الطاعة التوفيق إلى الطاعة بعدها ، فإذا اردت أن تعلم هل صومك أو حجك مقبول عند الله تعالى فانظر إلى نفسك ما مدى تهيئك للطاعات بعد أداء هذه الفريضة و قد كان السلف رحمهم الله تعالى يجتهدون في اتمام العمل ثم يهتمون بقبوله ويخافون رده و هؤلاء هم الذين ذكرهم الله بقوله (يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجلة ) فيا من أسرف على نفسه ثم جاء تائبا إلى الله تعالى لا تعد إلى ارتضاع ثدي الهوى من بعد الفطام فالرضاع إنما يكون للأطفال و روض نفسك على الطاعة:

و النفس كالطفل إن تهمله شب على * حب الرضاع و إن تفطمه ينفطم

فمن وفق بعد صيامه وحجه إلى الطاعات كصيام الاثنين و الخميس والأيام البيض و أداء ركعتي الضحى إلى غير ذلك من الطاعات ؛ فقد حاز السبق و نال رضا ربه عز و جل .

7,256 total views, 1 views today


Shares